انجيل معلمنا متى البشير
الإصحاح الرابع عشر
14: 1 في ذلك الوقت سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع
14: 2 فقال لغلمانه هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الاموات و لذلك تعمل به القوات
14: 3 فان هيرودس كان قد امسك يوحنا و اوثقه و طرحه في سجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه
14: 4 لان يوحنا كان يقول له لا يحل ان تكون لك
14: 5 و لما اراد ان يقتله خاف من الشعب لانه كان عندهم مثل نبي
14: 6 ثم لما صار مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس
14: 7 من ثم وعد بقسم انه مهما طلبت يعطيها
14: 8 فهي اذ كانت قد تلقنت من امها قالت اعطيني ههنا على طبق راس يوحنا المعمدان
14: 9 فاغتم الملك و لكن من اجل الاقسام و المتكئين معه امر ان يعطى
14: 10 فارسل و قطع راس يوحنا في السجن
14: 11 فاحضر راسه على طبق و دفع الى الصبية فجاءت به الى امها
14: 12 فتقدم تلاميذه و رفعوا الجسد و دفنوه ثم اتوا و اخبروا يسوع
14: 13 فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع و تبعوه مشاة من المدن
14: 14 فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم و شفى مرضاهم
14: 15 و لما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى و يبتاعوا لهم طعاما
14: 16 فقال لهم يسوع لا حاجة لهم ان يمضوا اعطوهم انتم لياكلوا
14: 17 فقالوا له ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة و سمكتان
14: 18 فقال ائتوني بها الى هنا
14: 19 فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك و كسر و اعطى الارغفة للتلاميذ و التلاميذ للجموع
14: 20 فاكل الجميع و شبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة
14: 21 و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد
14: 22 و للوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع
14: 24 و اما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة
14: 25 و في الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر
14: 26 فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال و من الخوف صرخوا
14: 27 فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا
14: 28 فاجاب بطرس و قال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء
14: 29 فقال تعال فنزل بطرس من السفينة و مشى على الماء لياتي الى يسوع
14: 30 و لكن لما راى الريح شديدة خاف و اذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني
14: 31 ففي الحال مد يسوع يده و امسك به و قال له يا قليل الايمان لماذا شككت
14: 32 و لما دخلا السفينة سكنت الريح
14: 33 و الذين في السفينة جاءوا و سجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله
14: 34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت
14: 35 فعرفه رجال ذلك المكان فارسلوا الى جميع تلك الكورة المحيطة و احضروا اليه جميع المرضى
14: 36 و طلبوا اليه ان يلمسوا هدب ثوبه فقط فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء
الإصحاح الخامس عشر
15: 1 حينئذ جاء الى يسوع كتبة و فريسيون الذين من اورشليم قائلين
15: 2 لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا
15: 3 فاجاب و قال لهم و انتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم
15: 4 فان الله اوصى قائلا اكرم اباك و امك و من يشتم ابا او اما فليمت موتا
15: 5 و اما انتم فتقولون من قال لابيه او امه قربان هو الذي تنتفع به مني فلا يكرم اباه او امه
15: 6 فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم
15: 7 يا مراؤون حسنا تنبا عنكم اشعياء قائلا
15: 8 يقترب الي هذا الشعب بفمه و يكرمني بشفتيه و اما قلبه فمبتعد عني بعيدا
15: 9 و باطلا يعبدونني و هم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
15: 10 ثم دعا الجمع و قال لهم اسمعوا و افهموا
15: 11 ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان
15: 12 حينئذ تقدم تلاميذه و قالوا له اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا
15: 13 فاجاب و قال كل غرس لم يغرسه ابي السماوي يقلع
15: 14 اتركوهم هم عميان قادة عميان و ان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة
15: 15 فاجاب بطرس و قال له فسر لنا هذا المثل
15: 16 فقال يسوع هل انتم ايضا حتى الان غير فاهمين
15: 17 الا تفهمون بعد ان كل ما يدخل الفم يمضي الى الجوف و يندفع الى المخرج
15: 18 و اما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر و ذاك ينجس الانسان
15: 19 لان من القلب تخرج افكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف
15: 20 هذه هي التي تنجس الانسان و اما الاكل بايد غير مغسولة فلا ينجس الانسان
15: 21 ثم خرج يسوع من هناك و انصرف الى نواحي صور و صيدا
15: 22 و اذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا
15: 23 فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه و طلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا
15: 24 فاجاب و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة
15: 25 فاتت و سجدت له قائلة يا سيد اعني
15: 26 فاجاب و قال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب
15: 27 فقالت نعم يا سيد و الكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها
15: 28 حينئذ اجاب يسوع و قال لها يا امراة عظيم ايمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة
15: 29 ثم انتقل يسوع من هناك و جاء الى جانب بحر الجليل و صعد الى الجبل و جلس هناك
15: 30 فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج و عمي و خرس و شل و اخرون كثيرون و طرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم
15: 31 حتى تعجب الجموع اذ راوا الخرس يتكلمون و الشل يصحون و العرج يمشون و العمي يبصرون و مجدوا اله اسرائيل
15: 32 و اما يسوع فدعا تلاميذه و قال اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي و ليس لهم ما ياكلون و لست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق
15: 33 فقال له تلاميذه من اين لنا في البرية خبز بهذا المقدار حتى يشبع جمعا هذا عدده
15: 34 فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز فقالوا سبعة و قليل من صغار السمك
15: 35 فامر الجموع ان يتكئوا على الارض
15: 36 و اخذ السبع خبزات و السمك و شكر و كسر و اعطى تلاميذه و التلاميذ اعطوا الجمع
15: 37 فاكل الجميع و شبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة
15: 38 و الاكلون كانوا اربعة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد
15: 39 ثم صرف الجموع و صعد الى السفينة و جاء الى تخوم مجدل
الإصحاح السادس عشر
16: 1 و جاء اليه الفريسيون و الصدوقيون ليجربوه فسالوه ان يريهم اية من السماء
16: 2 فاجاب و قال لهم اذا كان المساء قلتم صحو لان السماء محمرة
16: 3 و في الصباح اليوم شتاء لان السماء محمرة بعبوسة يا مراؤون تعرفون ان تميزوا وجه السماء و اما علامات الازمنة فلا تستطيعون
16: 4 جيل شرير فاسق يلتمس اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي ثم تركهم و مضى
16: 5 و لما جاء تلاميذه الى العبر نسوا ان ياخذوا خبزا
16: 6 و قال لهم يسوع انظروا و تحرزوا من خمير الفريسيين و الصدوقيين
16: 7 ففكروا في انفسهم قائلين اننا لم ناخذ خبزا
16: 8 فعلم يسوع و قال لهم لماذا تفكرون في انفسكم يا قليلي الايمان انكم لم تاخذوا خبزا
16: 9 احتى الان لا تفهمون و لا تذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف و كم قفة اخذتم
16: 10 و لا سبع خبزات الاربعة الالاف و كم سلا اخذتم
16: 11 كيف لا تفهمون اني ليس عن الخبز قلت لكم ان تتحرزوا من خمير الفريسيين و الصدوقيين
16: 12 حينئذ فهموا انه لم يقل ان يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين و الصدوقيين
16: 13 و لما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه قائلا من يقول الناس اني انا ابن الانسان
16: 14 فقالوا قوم يوحنا المعمدان و اخرون ايليا و اخرون ارميا او واحد من الانبياء
16: 15 فقال لهم و انتم من تقولون اني انا
16: 16 فاجاب سمعان بطرس و قال انت هو المسيح ابن الله الحي
16: 17 فاجاب يسوع و قال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما و دما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات
16: 18 و انا اقول لك ايضا انت بطرس و على هذه الصخرة ابني كنيستي و ابواب الجحيم لن تقوى عليها
16: 19 و اعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات و كل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات
16: 20 حينئذ اوصى تلاميذه ان لا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح
16: 21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم و يتالم كثيرا من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و في اليوم الثالث يقوم
16: 22 فاخذه بطرس اليه و ابتدا ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا
16: 23 فالتفت و قال لبطرس اذهب عني يا شيطان انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس
16: 24 حينئذ قال يسوع لتلاميذه ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني
16: 25 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها و من يهلك نفسه من اجلي يجدها
16: 26 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه
16: 27 فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله
16: 28 الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته
الإصحاح السابع عشر
17: 1 و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا اخاه و صعد بهم الى جبل عال منفردين
17: 2 و تغيرت هيئته قدامهم و اضاء وجهه كالشمس و صارت ثيابه بيضاء كالنور
17: 3 و اذا موسى و ايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه
17: 4 فجعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد ان نكون ههنا فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة
17: 5 و فيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم و صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا
17: 6 و لما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم و خافوا جدا
17: 7 فجاء يسوع و لمسهم و قال قوموا و لا تخافوا
17: 8 فرفعوا اعينهم و لم يروا احدا الا يسوع وحده
17: 9 و فيما هم نازلون من الجبل اوصاهم يسوع قائلا لا تعلموا احدا بما رايتم حتى يقوم ابن الانسان من الاموات
17: 10 و ساله تلاميذه قائلين فلماذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغي ان ياتي اولا
17: 11 فاجاب يسوع و قال لهم ان ايليا ياتي اولا و يرد كل شيء
17: 12 و لكني اقول لكم ان ايليا قد جاء و لم يعرفوه بل عملوا به كل ما ارادوا كذلك ابن الانسان ايضا سوف يتالم منهم
17: 13 حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان
17: 14 و لما جاءوا الى الجمع تقدم اليه رجل جاثيا له
17: 15 و قائلا يا سيد ارحم ابني فانه يصرع و يتالم شديدا و يقع كثيرا في النار و كثيرا في الماء
17: 16 و احضرته الى تلاميذك فلم يقدروا ان يشفوه
17: 17 فاجاب يسوع و قال ايها الجيل غير المؤمن الملتوي الى متى اكون معكم الى متى احتملكم قدموه الي ههنا
17: 18 فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعة
17: 19 ثم تقدم التلاميذ الى يسوع على انفراد و قالوا لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه
17: 20 فقال لهم يسوع لعدم ايمانكم فالحق اقول لكم لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل و لا يكون شيء غير ممكن لديكم
17: 21 و اما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة و الصوم
17: 22 و فيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس
17: 23 فيقتلونه و في اليوم الثالث يقوم فحزنوا جدا
17: 24 و لما جاءوا الى كفرناحوم تقدم الذين ياخذون الدرهمين الى بطرس و قالوا اما يوفي معلمكم الدرهمين
17: 25 قال بلى فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا ماذا تظن يا سمعان ممن ياخذ ملوك الارض الجباية او الجزية امن بنيهم ام من الاجانب
17: 26 قال له بطرس من الاجانب قال له يسوع فاذا البنون احرار
17: 27 و لكن لئلا نعثرهم اذهب الى البحر و الق صنارة و السمكة التي تطلع اولا خذها و متى فتحت فاها تجد استارا فخذه و اعطهم عني و عنك
الإصحاح الثامن عشر
18: 1 في تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين فمن هو اعظم في ملكوت السماوات
18: 2 فدعا يسوع اليه ولدا و اقامه في وسطهم
18: 3 و قال الحق اقول لكم ان لم ترجعوا و تصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات
18: 4 فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السماوات
18: 5 و من قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني
18: 6 و من اعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى و يغرق في لجة البحر
18: 7 ويل للعالم من العثرات فلا بد ان تاتي العثرات و لكن ويل لذلك الانسان الذي به تاتي العثرة
18: 8 فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها و القها عنك خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية و لك يدان او رجلان
18: 9 و ان اعثرتك عينك فاقلعها و القها عنك خير لك ان تدخل الحياة اعور من ان تلقى في جهنم النار و لك عينان
18: 10 انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار لاني اقول لكم ان ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السماوات
18: 11 لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك
18: 12 ماذا تظنون ان كان لانسان مئة خروف و ضل واحد منها افلا يترك التسعة و التسعين على الجبال و يذهب يطلب الضال
18: 13 و ان اتفق ان يجده فالحق اقول لكم انه يفرح به اكثر من التسعة و التسعين التي لم تضل
18: 14 هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في السماوات ان يهلك احد هؤلاء الصغار
18: 15 و ان اخطا اليك اخوك فاذهب و عاتبه بينك و بينه وحدكما ان سمع منك فقد ربحت اخاك
18: 16 و ان لم يسمع فخذ معك ايضا واحدا او اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين او ثلاثة
18: 17 و ان لم يسمع منهم فقل للكنيسة و ان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني و العشار
18: 18 الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء و كل ما تحلونه على الارض يكون محلولا في السماء
18: 19 و اقول لكم ايضا ان اتفق اثنان منكم على الارض في اي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل ابي الذي في السماوات
18: 20 لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم
18: 21 حينئذ تقدم اليه بطرس و قال يا رب كم مرة يخطئ الي اخي و انا اغفر له هل الى سبع مرات
18: 22 قال له يسوع لا اقول لك الى سبع مرات بل الى سبعين مرة سبع مرات
18: 23 لذلك يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا اراد ان يحاسب عبيده
18: 24 فلما ابتدا في المحاسبة قدم اليه واحد مديون بعشرة الاف وزنة
18: 25 و اذ لم يكن له ما يوفي امر سيده ان يباع هو و امراته و اولاده و كل ما له و يوفي الدين
18: 26 فخر العبد و سجد له قائلا يا سيد تمهل علي فاوفيك الجميع
18: 27 فتحنن سيد ذلك العبد و اطلقه و ترك له الدين
18: 28 و لما خرج ذلك العبد وجد واحدا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينار فامسكه و اخذ بعنقه قائلا اوفني ما لي عليك
18: 29 فخر العبد رفيقه على قدميه و طلب اليه قائلا تمهل علي فاوفيك الجميع
18: 30 فلم يرد بل مضى و القاه في سجن حتى يوفي الدين
18: 31 فلما راى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدا و اتوا و قصوا على سيدهم كل ما جرى
18: 32 فدعاه حينئذ سيده و قال له ايها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لانك طلبت الي
18: 33 افما كان ينبغي انك انت ايضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك انا
18: 34 و غضب سيده و سلمه الى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه
18: 35 فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته
الإصحاح التاسع عشر
19: 1 و لما اكمل يسوع هذا الكلام انتقل من الجليل و جاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن
19: 2 و تبعته جموع كثيرة فشفاهم هناك
19: 3 و جاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلق امراته لكل سبب
19: 4 فاجاب و قال لهم اما قراتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا و انثى
19: 5 و قال من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا
19: 6 اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان
19: 7 قالوا له فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلق
19: 8 قال لهم ان موسى من اجل قساوة قلوبكم اذن لكم ان تطلقوا نساءكم و لكن من البدء لم يكن هكذا
19: 9 و اقول لكم ان من طلق امراته الا بسبب الزنى و تزوج باخرى يزني و الذي يتزوج بمطلقة يزني
19: 10 قال له تلاميذه ان كان هكذا امر الرجل مع المراة فلا يوافق ان يتزوج
19: 11 فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين اعطي لهم
19: 12 لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم و يوجد خصيان خصاهم الناس و يوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السماوات من استطاع ان يقبل فليقبل
19: 13 حينئذ قدم اليه اولاد لكي يضع يديه عليهم و يصلي فانتهرهم التلاميذ
19: 14 اما يسوع فقال دعوا الاولاد ياتون الي و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السماوات
19: 15 فوضع يديه عليهم و مضى من هناك
19: 16 و اذا واحد تقدم و قال له ايها المعلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية
19: 17 فقال له لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله و لكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا
19: 18 قال له اية الوصايا فقال يسوع لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد بالزور
19: 19 اكرم اباك و امك و احب قريبك كنفسك
19: 20 قال له الشاب هذه كلها حفظتها منذ حداثتي فماذا يعوزني بعد
19: 21 قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب و بع املاكك و اعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني
19: 22 فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة
19: 23 فقال يسوع لتلاميذه الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السماوات
19: 24 و اقول لكم ايضا ان مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله
19: 25 فلما سمع تلاميذه بهتوا جدا قائلين اذا من يستطيع ان يخلص
19: 26 فنظر اليهم يسوع و قال لهم هذا عند الناس غير مستطاع و لكن عند الله كل شيء مستطاع
19: 27 فاجاب بطرس حينئذ و قال له ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك فماذا يكون لنا
19: 28 فقال له يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر
19: 29 و كل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا من اجل اسمي ياخذ مئة ضعف و يرث الحياة الابدية
19: 30 و لكن كثيرون اولون يكونون اخرين و اخرون اولين
الإصحاح العشرون عشر
20: 1 فان ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت خرج مع الصبح ليستاجر فعلة لكرمه
20: 2 فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم و ارسلهم الى كرمه
20: 3 ثم خرج نحو الساعة الثالثة و راى اخرين قياما في السوق بطالين
20: 4 فقال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فاعطيكم ما يحق لكم فمضوا
20: 5 و خرج ايضا نحو الساعة السادسة و التاسعة و فعل كذلك
20: 6 ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج و وجد اخرين قياما بطالين فقال لهم لماذا وقفتم هنا كل النهار بطالين
20: 7 قالوا له لانه لم يستاجرنا احد قال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فتاخذوا ما يحق لكم
20: 8 فلما كان المساء قال صاحب الكرم لوكيله ادع الفعلة و اعطهم الاجرة مبتدئا من الاخرين الى الاولين
20: 9 فجاء اصحاب الساعة الحادية عشرة و اخذوا دينارا دينارا
20: 10 فلما جاء الاولون ظنوا انهم ياخذون اكثر فاخذوا هم ايضا دينارا دينارا
20: 11 و فيما هم ياخذون تذمروا على رب البيت
20: 12 قائلين هؤلاء الاخرون عملوا ساعة واحدة و قد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار و الحر
20: 13 فاجاب و قال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك اما اتفقت معي على دينار
20: 14 فخذ الذي لك و اذهب فاني اريد ان اعطي هذا الاخير مثلك
20: 15 او ما يحل لي ان افعل ما اريد بما لي ام عينك شريرة لاني انا صالح
20: 16 هكذا يكون الاخرون اولين و الاولون اخرين لان كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون
20: 17 و فيما كان يسوع صاعدا الى اورشليم اخذ الاثني عشر تلميذا على انفراد في الطريق و قال لهم
20: 18 ها نحن صاعدون الى اورشليم و ابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة و الكتبة فيحكمون عليه بالموت
20: 19 و يسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به و يجلدوه و يصلبوه و في اليوم الثالث يقوم
20: 20 حينئذ تقدمت اليه ام ابني زبدي مع ابنيها و سجدت و طلبت منه شيئا
20: 21 فقال لها ماذا تريدين قالت له قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك و الاخر عن اليسار في ملكوتك
20: 22 فاجاب يسوع و قال لستما تعلمان ما تطلبان اتستطيعان ان تشربا الكاس التي سوف اشربها انا و ان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا قالا له نستطيع
20: 23 فقال لهما اما كاسي فتشربانها و بالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان و اما الجلوس عن يميني و عن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعد لهم من ابي
20: 24 فلما سمع العشرة اغتاظوا من اجل الاخوين
20: 25 فدعاهم يسوع و قال انتم تعلمون ان رؤساء الامم يسودونهم و العظماء يتسلطون عليهم
20: 26 فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما
20: 27 و من اراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا
20: 28 كما ان ابن الانسان لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين
20: 29 و فيما هم خارجون من اريحا تبعه جمع كثير
20: 30 و اذا اعميان جالسان على الطريق فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود
20: 31 فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود
20: 32 فوقف يسوع و ناداهما و قال ماذا تريدان ان افعل بكما
20: 33 قالا له يا سيد ان تنفتح اعيننا
20: 34 فتحنن يسوع و لمس اعينهما فللوقت ابصرت اعينهما فتبعاه
و المجد لله دائما ابديا آمين
للأستماع الى البشاير الأربعة أضغط هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أثبت وجودك لا تقرأ وترحل