اشترك اختصر لينك اى موقع كبير ليكون لينك صغير مجانا

بحث مخصص للسيد المسيح على الأنترنت : أبحث و ستجد مبتغاك .. أعرف مسيحك

الماء الحي


+ "أجاب يسوع وقال لها: كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً. ولكن مَن يشرب من الماء الذي أُعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية." (يو 4: 13و14)
+ + +
المسيح في حديثه مع السامرية يتبع نفس الأسلوب الذي تحدَّث به مع نيقوديموس عن الولادة الجديدة، وهو أيضاً نفس الأسلوب الذي تحدَّث به مع الجموع عن الخبز الحي (الأصحاح السادس). وفي كلٍّ من هذه الحالات نجد أن كلمات المسيح تحمل حقيقة روحية خفية، قد لا يُدركها السامع من أول مرة. فيعود المسيح ليؤكِّد هذه الحقيقة بعبارة أخرى أكثر غموضاً من العبارة الأولى، ويترك السامع ليبحث عن الحقيقة بنفسه كمَنْ يبحث عن جوهرة كثيرة الثمن في وسط حقل واسع، فإذا وجدها يمضي ويبيع كل ما يملك ليقتني هذه الجوهرة.
إن فهم أمور الله وتعاليمه يصير مستحيلاً على الإنسان تحقيقه بدون إرشاد روح الله له، أما الذي له روح الله فيستطيع أن يفحص كل شيء حتى أعماق الله. وفي إجابة المسيح للمرأة السامرية نتبين معنيين روحيَّين:
1 - إن ماديات العالم وملذَّاته قد تستطيع أن تروي ظمأ الإنسان إلى حين، ولكنها لا تستطيع أن تروي عطشه إلى الأبد، لأن الإنسان هو من الله ولن يملأ فراغ حياته سوى الله نفسه.
2 - إن ممارسات الناموس التي كان يُمارسها اليهودي كل يوم لم تكن في قدرتها أن تُعطي مَن يُمارسها نقاوة الضمير وتبرير النفس، حتى وإن كرر ممارستها كل يوم. أما المسيح فقد مات مرة واحدة، البار من أجل الأَثمة، وبدمه صار الفداء الكامل والحياة الأبدية.
+ "قالت له المرأة: يا سيد أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي. قال لها يسوع: اذهبي وادْعِي زوجك وتعالي إلى هنا. أجابت المرأة وقالت: ليس لي زوج. قال لها يسوع: حسناً قلتِ ليس لي زوج، لأنه كان لكِ خمسة أزواج، والذي لكِ الآن ليس هو زوجك. هذا قلتِ بالصدق." (يو 4: 15-18)
+ + +
بدأ المسيح حديثه مع المرأة السامرية طالباً إليها أن تُعطيه ليشرب، فإذا بالحديث يتحوَّل بأن تطلب هي إليه أن يُعطيها لتشرب.
مسكين هو الإنسان الذي في جهله يعتقد أن الرب هو المحتاج إليه!
محتاج إليه في خدمته،
محتاج إلى عشور أمواله أو تقدماته،
محتاج إلى صلاته وعبادته.
ولكن حينما يفتح الرب عيوننا لنعرف حقيقة أنفسنا ونتبيَّن عجزنا،
نعرف أننا نحن المحتاجون إليه وإلى مراحمه.
الفكر الأول: يملأ الإنسان بكبرياء البر الذاتي والمجد الباطل،
والفكر الثاني: يملأنا انسحاقاً لنقول إننا يا رب حتى وإن عملنا كل البر فنحن عبيد بطَّالون.
ولكن، ما هو الماء الذي كانت تطلبه المرأة؟
كما سبق أن قلنا إن كلمات المسيح تحمل دائماً معنيين: معنىً ظاهرياً، وآخر روحياً عميقاً خفياً. وقد فهمت المرأة السامرية "الماء الحي" على أنه الماء الجاري الذي ينبع من ينبوع حي وهو غير ماء الآبار.
ولكن هناك معنىً آخر للماء الحي، وهو الذي كان يرمي إليه المسيح ولم تفهمه المرأة، ولم يكن هذا المعنى غريباً على مَن يقرأ الكتب - في العهد القديم - فقد تردَّد ذِكر الماء والعطش مرتبطاً بالعطش الروحي والارتواء الروحي؛ بل قد استعمل معلِّمو اليهود تعبير "الماء الحي" مرادفاً لروح الله القدوس (راجع: إش 12: 3، مز 42: 1، إش 44: 3؛ 55: 1، إر 2: 13، حز 47: 1-12، زك 13: 1؛ زك 14: 8، إش 49: 10، مز 36: 9، إر 17: 13، إش 35: 7).
ولكن المرأة السامرية لم تدرك هذا المعنى الروحي، لأن قلبها لم يكن قد انفتح بعد لمعرفة المسيح بل كانت منحصرة بالتمام في اهتمامات الجسد "... ولا آتي إلى هنا لأستقي".
ولذلك كان لابد للمسيح من أن يواجه المرأة بحقيقة حياتها أو بمعنى آخر يكشف لها عن نفسها، فقال لها: "اذهبي وادْعِي زوجك"؛ أي قبل أن أُعطيكِ الماء الحي، اذهبي أولاً وواجهي نفسك، وافضحي خطيتك ثم تعالي واطلبي الماء الحي.
ومواجهة الخاطئ لنفسه هي الخطوة الأولى لبدء حياته مع المسيح،
وهي قيامة من بين الأموات التي بها يتهيَّأ للموت مع المسيح والقيامة معه.
فالمسيح رأى المرأة السامرية أمامه ميتة ولا تختلف عن لعازر الذي مات وأنتن في القبر،
ولكي تأخذ المرأة عطية الله لابد أن يُقيمها المسيح أولاً.
وكما طلب المسيح من اليهود أن يرفعوا الحجر عن قبر لعازر ليكشفوا عن الميت الذي أنتن،
هكذا أيضاً طلب إلى المرأة أن ترفع الحجر عن قلبها الذي يُخفي نتانة موتها،
وكانت هذه هي بداية حياتها مع المسيح.
"حسناً قلتِ... هذا قلتِ بالصدق":
عجباً يا رب لمحبتك!!
أنت الذي تُخرِج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة!!
أنت لم تدينني عن السيئ الذي يملأ حياتي، بل مدحتَ شيئاً واحداً حسناً!!
لم تفضح كذبي الكثير، بل باركتَ قولاً واحداً اعتبرته صدقاً!!
ليتك يا ربي تعطيني هذه العين التي لا تفحص عن الشر في الآخرين، بقدر ما تبحث عن الصالح فيهم.
وإذا ما جلست لأُعدِّد خطايا الآخرين علِّمني أن أذكر فضائلهم أولاً،
لأنك أنت الذي علَّمتني أنه لا يوجد إنسان واحد بلا فضيلة مهما كانت حياته شريرة،
ولكن العين الشريرة لا تنظر إلاَّ إلى الشر.
أعطني يا رب أن أكون شفوقاً رقيقاً في معاملة أخي الخاطئ،
وفي محبة وصبر أحتمل ضعفه حتى أكتشف باباً منه أدخل إلى أعماق قلبه وأربحه لك.
< >+
+ "قالت له المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي! آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجد فيه. قال لها يسوع: يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب." (يو 4: 19-21)
+ + +
لقد انفتحت عينا السامرية لتُبصر المسيح كنبي، حتى وإن كانت هذه المعرفة معرفة غير كاملة، لكن المسيح احتملها حتى تصل إلى كمال معرفته كمسيَّا والإيمان به أنه المسيح المنتظر.
أين نسجد؟
حينما تلامست المرأة مع نعمة المسيح حالاً تساءلت: أين تجد الله؟ كيف تعبد الله؟
هل في أورشليم حيث يوجد الهيكل العظيم؟ أم على جبل جرزيم؟
لأن السامريين كانوا يعتقدون أن جبل جرزيم هو الجبل الذي عليه قدَّم إبراهيم ابنه إسحق ليذبحه ذبيحة للرب، وفي هذا الجبل تقابل إبراهيم مع ملكي صادق.
ومن أجل هذا كانوا يُقدِّمون ذبائحهم على جبل جرزيم،
أما بقية اليهود فكانوا يعتقدون أن هيكل أورشليم هو مكان تقديم الذبيحة.
ولهذا تساءلت السامرية في حيرة: أين ينبغي أن تسجد وتعبد؟
وهكذا تُحرِّكها نعمة الرب إلى طلب الماء الحي!!
ولم يكن ممكناً أن تُدرك هذا الماء الحي أولاً قبل أن تتوب،
ولكن بعد التوبة تأتي العبادة، والذبيحة.
أية ذبيحة تُقدَّم؟
وأين تُقدَّم هذه الذبيحة؟
أين هو الهيكل الحقيقي؟
وهنا يُفاجئها المسيح بإعلان آخر يقترب بها أكثر إلى معرفة الحق الذي تجهله:
"يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب".
"يا امرأة"!!
هكذا يُخاطب المسيح هذه المرأة، وهو بهذا يُعيد إليها كرامتها كابنة لله. هذه الكرامة التي فقدتها بسبب خطيتها، لأنها الآن خليقة جديدة في المسيح؛ أما الإنسان العتيق فقد مضى وزال.
"إنه تأتي ساعة":
أية ساعة هذه؟
الساعة التي يرتفع فيها المسيح على الصليب فادياً العالم بذبيحة نفسه.
الساعة التي فيها ينشق حجاب الهيكل.
الساعة التي يتمجَّد فيها الله الآب حينما يكمل ابنه الوحيد كمال طاعة الإنسان لله في جسده القائم من بين الأموات.
في هذه الساعة لا يحتاج الإنسان الخاطئ إلى دم الحيوان ذبيحة، لأنه "ليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءً أبدياً." (عب 9: 12)
"لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب":
هنا تحوُّل روحي عميق في معنى العبادة يُقدِّمه المسيح للمرأة السامرية، إذ يقول لها إن عبادة الله لم تَعُد قاصرة على مكان معين يتقابل فيه الخاطئ مع الله؛ بل الآن يستطيع الإنسان الخاطئ أن يتقابل مع الله في المسيح وبالمسيح. وحيثما يوجد الله توجد الفرصة أمام كل خاطئ أن يتقدَّم إليه بدم المسيح.
فلم يَعُد مكان العبادة هو هيكل أورشليم، بل الهيكل الجديد الذي هو جسد المسيح؛
إذ قال عن جسده: "انقضوا هذا الهيكل".
هذا هو الذبيح والهيكل معاً، وحينما يوجد جسد المسيح، توجد العبادة الحقيقية لله الآب.
وفي هذا المعنى تتضح أهمية تقابُل المؤمنين معاً في ذبيحة الإفخارستيا التي هي جسد المسيح الحي، والتي فيها وبها فقط نستطيع أن نقترب إلى الله الآب في عبادة حقيقية.
اذا اعجبك الموضوع ساهم بنشر الخدمه بالضغط على Share
صلوا من اجل الخدمة ..,

1 التعليقات:

Rafael G يقول...

ما المقصود بتأتي ساعة وهي الان ...الان

إرسال تعليق

أثبت وجودك لا تقرأ وترحل

المسيح حياتي - موضوع عشوائي

المسيح حياتي

↑ Grab this Headline Animator

.
يرجى الانتظار ...
.

ليصلك كل جديد :

ضع ايميلك هنا :

لا تنسى التفعيل عبر البريد

كلمات مفتاحية

أبونا مكارى يونان اتصل بنا احتفالات جوجل أفلام افلام ديزني اقباط المهجر الأب متى المسكين الأخبار المسيحية الاخبار المسيحية الأدانة الارهاب الأسرة الأطفال الأمانة البومات التواضع التوبة الجسد الجهاد الحب الحب الأبدي الحب و الجنس الحروب الروحية الحياة الأفضل الحياة المسيحية الخدمة الخطايا الخطية الخلاص الخوف الصليب الطهارة العاطفة العطاء العلاقة مع الله العين الفداء والصليب الفقر و الغني القمص عبد المسيح بسيط القناة الارامية الثالثة الكتاب المقدس الكذب الكريسماس الكنيسة الاثيوبية الكنيسة القبطية الهجرة العشوائية امريكا اونلاين ايمن كفروني بث مباشر للقنوات المسيحية بطرس تأملات عابرة تحذيرات و تنبيهات تحميل تحميل برامج ترانيم ترانيم الإنتصار تمثال المسيح خدام المسيح خواطر عابر راديو ترانيم ربنا موجود زكا العشاء سات 7 ساحة النقاش شاهد القنوات المسيحية شخصية المسيح الفريدة شرائط شهوات الجسد صور عارفنى عظات عمرى ليك فاديا بزي فلينستون فيلم الرداء قصص حقيقية قصص شخصيات قصص قصيرة قناة الارامية الرابعة قناة الاصدقاء الصالحين قناة البشارة قناة الحقيقة قناة الحياة قناة الرجاء قناة الشباب المسيحى قناة الشفاء قناة الطريق قناة الكرمة قناة المحبة أغابى قناة المسيح للجميع قناة خيمة التسبيح قناة سي تي في قناة لوجوس لايف قناة معجزة قواعد و شروط كارتون فلينستون كلمة منفعة كوبتك تي في ليك كل أيامنا مار شربل مارثون الكتاب المقدس مخافة الله مخدع الصلاة معجزات مناسبات و أعياد ميديا هايدى منتصر وجبة فى كلمة ياسبب وجودي يوميات مع الكلمة ABN TV channel 3 ABN TV channel 4 Aghapy TV Al Tareek Christian TV AlBasharah TV CTV Coptic TV CYC TV Facebook Flintstone Flintstone Cartoon Flintstones Google Hope Sat TV Jesus For All Khema TV Live TV Logos Live Miracle TV Sky Key Radio The Gospel of John The Healing Channel TV The Robe 1953 The Santa Clause Truth Sat TV Way TV

إحصائيات