لاتدينوا لكى لا تدانوا
لاشك أنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها هذه الآية العظيمة على مسامعنا وأمام أعيننا. ولكن في كثير من ألأحيان تمر هذه ألآية في آذهاننا مرور الكرام دون أن نجعلها تدخل قلوبنا وعقولنا الممتلئه بهموم الحياة ومشاغلها. قلوبنا وعقولنا التي تعشعش فيها الشر تجعلنا نستسيغ كلمات على وزن لوم ، ادانه ، تجريح ، حسد ، كره ، بغض ، نفاق . وتجعل كلمات على وزن محبه ، مغفره ، تسامح ، سلام ... كلمات صعبة القبول والاستساغة .
ما أسهل وما ألذ أن ندين الآخرين .. هذه المتعه تجعلنا نبحث عن كل ما نجده في ألآخرين لكي ندينهم به ، وعندما لا نجد في الآخرين ما يجعلنا ندينهم به فما أسهل أن نختلق هذه المسببات من خيالنا الملئ بالشر .
وألأنكى من ذلك أن نقف كالجبابره أمام كل من يتجرأ ويديننا حتى وأن كانت هذه الادانه نابعه من قلب صاف محب على عمل سئ اقترفناه بحق أنفسنا أو بحق الآخرين .
هذه قصه بسيطه تعبر عن ألأدانه ، ورغم بساطة القصه الا انها تحمل من المعاني ما يجعلنا نعيد النظر بما نقوم به من تصرفات سلبيه ولا سيما أدانة الآخرين.
سافر فلاح من قريته الى مركز المدينه ليبيع الزبد الذى تصنعه زوجته وكانت كل قطعه على شكل كرة كبيرة تزن كل منها كيلو غرام واحدا .
باع الفلاح الزبد لبقال اعتاد ان يتعامل معه ، فاشترى منه ما يحتاجه من سكر و زيت و شاى ثم عاد الى قريته .
اما البقال فبدا يرص الزبد فى الثلاجه عندما خطر بباله ان يزن قطعه منه و اذ به يكتشف انها
تزن 900 غرام بالكمال والتمام لا أكثر ...... وزن الثانية، ووجدها مثلها وكذا كل الزبد الذى احضره الفلاح .
فى الاسبوع التالى، حضر الفلاح كالمعتاد ليبيع الزبد فاستقبله البقال بصوت عال :"انا لن اتعامل معك مرة اخرى ، فانت رجل غشاش ، لان كل قطعة من الزبد الذى بعته لى تزن 900 غراما وليس كيلو غراما كما يجب أن تكون ، وهو ما تحاسبني عليه .
هز الفلاح راسه بأسى وقال " لا تسئ الظن بى ، فنحن أناس فقراء و لا نمتلك وزنة كيلو غرام ، فانا عندما اخذ منك كيلو غرام من السكر اضعه على كفة ميزان وازن الزبد فى الكفة الاخرى !!!!"
أنظر عزيزي القارئ هذا البقال لقد دان هذا الفلاح المسكين رغم علمه اليقين بأنه هو وليس غيره من يجب أن يدان . دعونا نحاسب أنفسنا بل نشن حربا على أنفسنا كلما وجهنا لوم أو أدانه لأي كان ولأي سبب كان . وعندما تبدأ معركة المرء مع ذاته عندها يصبح المرء شيئا مذكورا .
دعونا أحبتي ننقش هذه الآية العظيمه على قلوبنا وعقولنا لكي لا ننسى ما حيينا بأنه ؛
ـ لا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنه بالدينونة التي تدينون تدانون، وبالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد ...,
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أثبت وجودك لا تقرأ وترحل